الأحد، 12 يونيو 2011

أجمل ما قيل في سوريا


سورية هي تلك الرغبة التي تعتريك لتناول " كاسة شاي " وأنت تأكل ‏الجبنة 
البيضاء البلدية ، وذاك الخمول الذي يدفعك بعد وجبة الغذاء الدسمة ‏إلى قيلولة غالية

هي ذاك المزيج الفوضوي الذي يجري في شوارع العاصمة ، آلاف من ‏السيارات والبشر المختلطة وفق منظومة معقدة لا تستطيع أن تدركها أو ‏تفهم آلية عملها ولكنها في النهاية تعمل ، تمتزج ، تتحرك ، وتنفصل وتتلاشى الحركة في الشوارع لتبدأ الحياة في المنازل التي تحب السهر ، ‏وتبقى البيوت المتراكمة المتسلقة جبل قاسيون مضاءة حتى يطفئوها الفجر ‏الذي يعلنه صوت الآذان

سورية هي فيروز الصباح و " سيرة الحب " في ليل دمشقي طويل أو ‏موال شجي عتيق على أنغام قد حلبي



سورية .. نشرة الأخبار بين عشق الرجال وكره النساء ، هي السياسة التي ‏ندمنها دون أن نتعاطها
هي خوف صبية عائدة إلى البيت في مساء متأخر ، هي حب مراهق لبنت ‏الجيران
هي وجوه الناس التي ألفناها وقصص البيوت التي تناقلناها ، هي النميمة في ‏صبحية " نسوان " ، و " قعدة " رجالية في مقهى بين طاولة الزهر وعبق ‏الدخان

سورية هي جلسة حول " بحرة " في دار قديم تجمعنا " قرقعة " اركيلة ، ‏عشقناها وهي ترسم تنهيدة ألم في الهواء ، هي عدوى الضحك على طرفة ‏‏" بايخة " تنتشر بين الأصحاب وتتمادى لتصبح قهقهة عالية لا تعبأ لا ‏بالمكان والزمان
سورية هي محجبة وسافرة تعيش في بيت واحد ، وطبخة " شاكرية " على ‏مائدة كريم دعا إليها كل الجيران ، مسيحي ومسلم الكل يحمدون الله على ‏النعمة ويدعون أن يحفظها من الزوال



سورية هي نزعة طفل للتسرب إلى الشارع واللعب مع أولاد الجيران ، هي ‏رائحة " الطبيخ " تفوح عند باب كل دار وقت الغذاء، وجلسة دافئة لأفراد ‏العائلة حول مدفأة المازوت في ليلة باردة

سورية هي الحارة والأصحاب ، المدرسة والطريق الذي " تسكعناه " مئات ‏المرات ، هو الطاولة التي درسنا عليها والغرفة التي تشاركنا بها إخوة ‏وأخوات ، هي همومنا الصغيرة التي كبرت وأحلامنا الكبيرة التي تضاءلت ‏، هي الذكرى التي تجمعنا في الماضي والأمل بلقاء في المستقبل قد لا ‏يكون



سورية هي الحب القديم ، هي القلب الذي خفق في صدورنا أول مرة ، هي ‏الغيرة التي اشتعلت على فتاتنا تضحك لرفيق لتترك في النفس حرق لذيذ ، ‏هي حلاوة اللقاء الذي كان وربما لن يتكرر ، هي الحياة التي انتزعناها من ‏عمر مضى واحتفظنا بها مجرد ذكريات

هي ضحك ، بكاء ، مئات الكلمات ، أحاديث وصور تبعثرت في ذاكرتنا ‏يستحضرها الحنين ويحفظها الشوق ونحن نعرف بأنه لا أمل لنا في اللقاء

سورية هي أيام عشناها في وطن كان .. نخاف أن يضيع ، سورية هي ‏الحبيب الذي هجرناه ولم نستطع أن نعشق سواه ، سورية هي الماضي الذي ‏منه ولدنا وعلينا أن نحرص لكي يكون المستقبل الذي يحيا أولادنا فيه

سورية كلمة عندما نسمعها ، تشتعل قلوبنا بالمحبة ، وتدمع عيوننا الحائرة ‏فرحا وحزنا ، وتتلعثم ألسنتنا مثل مراهق يريد أن يبوح لفتاته بكلمة .. " ‏احبك

ليست هناك تعليقات: